وسط رمال صعيد مصر وتحديدًا في مدينة إدفو الواقعة جنوب محافظة أسوان، وعلى بعد نحو 778 كم من القاهرة، انتشل عالم الآثار الفرنسي "أوجست مارييت" في عام 1860 كنزًا تاريخيًا لا يُقدّر بثمن: معبد إدفو!
بين ذرات الغبار وهدير الزمن، ظهر هذا الصرح المهيب كأنه استيقظ من سباتٍ طويل، ليصبح لاحقًا أحد أكثر المعابد زيارةً في مصر القديمة، وأكثرها حفاظًا على تفاصيله الأصلية حتى يومنا هذا.
معبد إدفو يرجع إلى العصر البطلمي، وتحديدًا إلى عهد الملك بطليموس الثالث الذي بدأ بناءه في عام 237 قبل الميلاد، واستغرق إنشاؤه قرابة قرن من الزمان، ليكتمل في عهد بطليموس الثاني عشر.
وقد شُيّد خصيصًا لعبادة الإله "حورس بحدتي"، الإله الذي اتخذ شكل الصقر رمزًا للقوة والعدل، في معركة أبدية بين النور والظلام.
بمجرد أن تخطو إلى داخل معبد إدفو، تُفاجأ بساحة فسيحة تُرحب بك بتماثيل ضخمة للإله حورس، تحرس المكان وكأنها ما زالت على عهدها القديم.
يتكوّن المعبد من عدة أجزاء:
فناء مكشوف واسع محاط بأعمدة ضخمة،
مكتبة قديمة كانت تُستخدم لحفظ النصوص المقدسة،
مخازن للطقوس،
وممريّن: أحدهما لتقديم القرابين، والآخر لراحة الكهنة.
وعند اقترابك من قدس الأقداس، تشعر بقدسية اللحظة؛ فكل حجر وكل نقش على الجدران له قصة يرويها، وكل رمز يخفي خلفه أسطورة.
الجداريات تحتفظ حتى اليوم بروايات مذهلة:
معركة حورس ضد الشر،
دعاء الكهنة للإلهة إيزيس،
أسطورة اتحاد الإله حورس بالإلهة حتحور في زواجهما السماوي الذي كانت تحتفل به المدينة سنويًا في أجواء مفعمة بالفرح والترانيم.
تحكي أسطورة معبد إدفو عن المعركة الكبرى بين "حورس" و"ست"، حيث وقف حورس، الإله ذو رأس الصقر، في وجه الظلم متحديًا عمه ست، إله الفوضى والشر.
وبمساعدة إيزيس وأعوانه، نجح حورس في استعادة عرش والده "أوزوريس"، وانتصر النور من جديد على الظلام.
وفي مشهد مهيب، كانت نساء ورجال إدفو يُنشدون الأغاني فرحًا بهذا النصر، محتفلين بزواج "حورس" من "حتحور" في طقس سنوي كان يُقام في أحضان المعبد المقدّس.
تتوافد الجماهير من الجانب البحري ليبدأ العرض المكون من ثلاث مراحل:
نستخدم أربعة أجهزة عرض فيديو عالية الدقة للعرض، كما نمتلك ثلاث أجهزة عرض سينيمائي تُستخدم لأول مرة في عروض الصوت والضوء معبد ادفو. هذا بالإضافة إلى 258 وحدة إضاءة مزودة بأنظمة إشعاعية مزدوجة بأحدث التقنيات.
دعنا نأخذك في رحلة تتجاوز مجرد زيارة أثرية. معبد إدفو ليس مجرد جدران من الحجر، بل صفحات نابضة من تاريخ الإنسانية، وأسطورة تتكرر كل ليلة تحت ضوء النجوم.
احجز الآن واستعد لتجربة ستحفر في ذاكرتك كما نُقشت الأساطير على جدران المعبد منذ آلاف السنين.