الفرعون الصغير .. الملك "توت عنخ أمون". يُعني اسمه : الصورة الحية للإله " أمون". حكم مصر حين كان عمره 9 سنوات فقط! حكم صغيراً و مات صغيراً
يظل الملك توت عنخ أمون لغزاً، بل سراً من أسرار المصريين القدماء التي لا تقل غموضاً عن سر التحنيط. ويعد اكتشاف مقبرته هو السبب الرئيسي لشهرته حيث أنها وُجدت سليمة وكاملة تماماً بلا أي تلف! وقد عزى العلماء ذلك إلى اللعنة التي وضعت عليها والتي بسببها لم يجرؤ حتى اللصوص على الإقتراب منها
يعد ملكنا الصغير "توت عنخ أمون" أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر. والده الملك "إخناتون" موحد الآلهة في مصر القديمة ، ووالدته "السيدة الصغيرة" التي لم يستدل على اسمها حتى الآن
لم تكن "السيدة الصغيرة" زوجة الملك "إخناتون" الرئيسية بل كانت الملكة "نفرتيتي". ولأن الملكة لم تنجب سوى الفتيات ؛ فقد اضطر الملك "إخناتون" أن يتزوج أخته "السيدة الصغيرة" لتنجب له "توت عنخ أمون" وريث العرش
تزوج الملك "توت عنخ أمون" أخته الغير شقيقة "عنخ إسن أمون" و هي بعمر 13 عاماً بينما كان هو بعمر 8 سنوات فقط
برغم فترة حكمه التي لم تتجاوز الـ 10 سنوات إلا أنه قام بالعديد من الإصلاحات في تماثيل وأعمدة معبد الكرنك ، كما أنشأ المراكب المقدسة وشيد قصر "ملايين السنين" على الضفة الغربية و الذي يعد لغزاً أخراً يضاف إلى مجلد فرعوننا الصغير حيث أن مكانه تحديداً لم يستدل عليه حتى يومنا هذا
كذلك يرجع الفضل إليه في تهدئة ثورة "تل العمارنة" والتي قامت بسبب رغبة أبيه الملك "إخناتون" في توحيد الآلهة وعبادة إله واحد هو " أتون" كما نقل العاصمة من طيبة إلى المنيا! فنقل الملك "توت عنخ أمون" العاصمة مرة أخرى إلى طيبة كما أقنعه وزيره خبر خبرو رع آي" بضرورة تعدد الآلهة مما ساعد على عودة الحياة لمسارها الطبيعي
عام 1922 في وادي الملوك، و بالتحديد في الرابع من شهر نوفمبر حالف الحظ عالم الآثار "هوارد كاتر" فكان أول قدم بشرية تطئ مقبرة الفرعون الصغير منذ ألاف السنين! وجدها بهيئتها التي تُركت عليها ، كما وجد على مدخلها رسومات تحكي عن الملك و حياته
لكن الوفيات التي تلت إكتشاف المقبرة شكلت رعباً غامضاً في ذلك الوقت ، وعزى العلماء تلك الأحداث إلى لعنة الفراعنة! و لأصدقك القول ، لم يكن إدعائهم إلا من فرط الغرابة التي حدث بها الأمر حيث توفى أحد المستكشفين متأثراً بلدغة بعوضة ! مما تركنا بلا حيلة أمام أحد ألغاز الفرعون الصغيرتوت عنخ أمون
و الآن دعنا نصحبك لإحدى روايات موت الفرعون الصغير
يحكى عن ملك عاش في مصر القديمة، تُوج حاكماً على مصر حين بلغ 9 سنوات. حكم طفلاً بروح رجلاً لمدة 10 سنوات لم ينهزم خلالهم الحقد المتقد في قلب وزيره "خبر خبرو رع آي" فدبر لإغتياله طمعاً في زوجته وطمعاً في العرش
إلى الآن، لا تعد قصة الإغتيال سوى تكهنات بنيت على عدة أدلة أولها
رسالة الملكة "عنخ إسن أمون" لملك الحيثيين تترجاه فيها بإرسال أحد أبناءه للزواج منها، ولكن خبر مقتل الشاب في ظروف غامضة وصلها قبل أن يصل الشاب إلى حدود مصر
آثار العنف الموجودة على جسد الملك "توت عنخ أمون" حيث وُجد فرعوننا الصغير بعظام وجمجمة مهشمة بالإضافة لموته شاباً في19 من عمره فقط
كما أن القناع الذهبي الخاص به لم يكن مناسباً لمقاساته بل إنه لم يحمل ملامح وجهه وأغلب الظن أنه يعود في الأصل للملكة نيفيرنفيرواتين
!و آخر الأدلة هو زواج "خبر خبرو رع آي" من الملكة " عنخ إسن أمون " وتنصيب نفسه ملكاً على مصر
التابوت الذهبي الضخم.
أكثر من 5000 قطعة أثرية.
عربات حربية.
أدوات التجميل.
أسِرَّة مطعّمة بالعاج.
تماثيل أوزيرية.
مقتنيات شخصية ملكية.
كل قطعة كانت شاهدة على حياة ملك عاش طفولة لم يعرف فيها اللهو، بل حمل فيها عبء المُلك.
لا يمكن لأي وصف أن ينقل روعة تلك المقتنيات كما تفعل الصور. من التماثيل المصنوعة بإتقان، إلى تفاصيل الحُلي والأثاث الملكي، كل عنصر يروي حكاية زمن، وحياة ملك.
من يدري ، لعلك تحل أحد الألغاز أو يحالفك الحظ فتقرأ ما بين السطور وتصل لإجابة سؤال حير أعتى العقول التاريخية! ماذا عن وقت مقتطع تنصت فيه إلى تفاصيل مؤامرة حاكها الشر منذ ألاف السنين ووقع فيها ملك أراد العزة لشعبه أولاً ! ماذا عن طفولته ؟! كيف أُجبر على الزواج صغيراً ، وماذا فعل حين إعتلى العرش لأول مرة ؟! وهل لعنة الفراعنة حقيقية أم أسطورة من وحي الخيال؟! دعنا نخبرك عن هذا كله من خلال عرض الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات