sound-ligt

شركه مصر للصوت والضوء

2024-06-04

  • مشاركه
  • facebook
  • mail
  • instagram

"بداية من الخطوة الأولى عبر بوابة المقبرة وحتى وقتنا الحالي، مازالت مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون مصدرًا للغموض والأسرار".
ومنذ هذا الاكتشاف الأكبر والأشهر في التاريخ والذي حدث منذ 100 عام، بدأت الأقاويل وانتشر الحديث عن لعنة الملك توت التي تطارد كل من شارك في اكتشاف مقبرته وتؤدي به إلى الهلاك.
"هل توجد لعنة حقًا؟
أم أنها مجرد مصادفات غريبة أدت لإنتشار ما يمكن إعتباره مجرد شائعات!؟"

بدأ الحديث عن اللعنة بعد مرور وقت قصير على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أشهر الملوك في التاريخ المصري، ليس لإنجاز حققه في حياته التي انتهت في عامه التاسع عشر، ولكن شهرته الكبرى حققها في عشرينات القرن الماضي عندما نجح هاورد كارتر في العثور على مقبرته كاملة لم تمس ولم تطئها قدم لأكثر من 3000 عام. وذلك عندما عُثر على الممول لبعثة الاستكشاف "اللورد كارنارفون" متوفيًا بشكل مفاجيء، وبعد البحث عن السبب تبين أن الوفاة حدثت جراء تسمم في الدم نتيجة لدغة بعوضه في وجهه.

كانت تلك الحادثة بعد مرور ستة أشهر فقط على فتح مقبرة الملك توت، ولذلك يمكن إعتبار تلك الوفاة المفاجئة بمثابة بداية الإعتقاد في إنطلاق اللعنة التي ستطارد جميع من شارك، ومعها بدأت التكهنات والغموض المستمر حتى الآن.
في السنوات القليلة التي تلت الاكتشاف الأثري الأعظم لمقبرة الملك توت، وبعد حادثة "اللورد كارنارفون" بدأت الحوادث تطال كل من شارك في هذا الحدث، حيث نسبت أكثر من 16 حالة وفاة إلى لعنة الملك توت، ويعد أشهرها على الإطلاق حالة إنتحار عالم الآثار "هيو وايت" الذي ترك رسالة يقول فيها: "لقد استسلمت للعنة."

ومن ضمن أشهر الحوادث التي ارتبطت بلعنة الملك توت، ما حدث في عام 1939، عندما أقامت هيئة الإذاعة البريطانية إحتفالية إستثنائية بالتنسيق مع الجهات المصرية، للعزف على أبواق الحرب الخاصة بتوت عنخ آمون.
وبالفعل تم التحضير للإحتفالية وقام العازف الإنجليزي "جيمس تابرن" عضو الفرقة الموسيقية الملكية الإنجليزية بالعزف على الأبواق. نجحت عملية تسجيل الصوت واستمر العزف 5 دقائق تقريبًا، وتم تسجيله وبثه عبر أثير الإذاعة في جميع أنحاء العالم.
وبعد هذا اليوم بأشهر قليلة كانت بداية الحرب العالمية الثانية.

"على مدار السنوات، دائمًا ما كان إكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون جاذبًا لكل الباحثين عن الإثارة والإعجاب والغموض، ومصدرًا خصبًا للقصص والحكايات حتى تلك التي تبدو صعبة التصديق."
على الرغم من كل الأحداث الغامضة التي صحبت الاكتشاف إلا أنه وعلى النقيض تمامًا، كان ما حدث مع هاورد كارتر، حيث عاش حياته هادئًا مستقرًا وتوفي عن عمر يناهز الـ 64 عامًا، تاركًا خلفه حياة طويلة وطبيعية. وعلى ذكر الحيوات الهادئة كانت حياة الليدي إيفيلين كارنارفون إبنة اللورد الممول، لا تقل هدوئًا عن حياة "هاورد كارتر" وذلك على الرغم من تواجدها أثناء اكتشاف المقبرة وكانت من أوائل من عبروا بوابتها، إلا أنها عاشت حياة طويلة أيضًا وكانت وفاتها طبيعية.
فعلى الرغم من الغموض المصاحب لهذا الاكتشاف العظيم، إلا أن بعض الأحداث تدحض وبقوة تلك الإدعائات التي تحدثت عن لعنة انطلقت مع فتح المقبرة تطارد كل من عكر صفو الملك.

"في النهاية، إن الأسرار والغموض المصاحب دائمًا للحضارة المصرية القديمة لا تنتهي، وخاصة تلك المتعلقة بالملك الذهبي توت عنخ آمون، الملك الذي خلده موته. نظرًا لكون مقبرته هي الأولى التي تكتشف بكامل كنوزها. كان الأمر مبهرًا لدرجة جعلت "هاورد كارتر" يعبر عن نظرته الأولى داخل المقبرة بقوله:
"بعد أن بدأت عيناي تتكيفان تدريجيًا مع الضوء، بدأت تفاصيل الغرفة تبرز ببطء من وراء الضباب، شاهدت حيوانات غريبة وتماثيل، رأيت بريق الذهب في كل مكان، وفي هذه اللحظة التي شعر من كانوا برفقتي أنها لا نهائية، عجزت عن الكلام لشدة ذهولي.
وعندما لم يستطع اللورد تحمل التشويق سألني: "هل تستطيع أن ترى شيئًا؟"
أجبت: "نعم.. أشياء مذهلة".
-هاورد كارتر –

مما لا يدع مجالاً للشك فإن إكتشاف مقبرة توت عنخ آمون يعد الأشهر والأكثر تأثيرًا في التاريخ المصري على الإطلاق، حيث مازالت أصدائه تدوي في العالم حتى الآن فعندما يذكر توت عنخ آمون في أي وقت وأي مكان، ستجد كل العيون تلمع ببريق قناعه الذهبي وكنوزه التي لا تصدق، أما فيما يتعلق بتصديق وجود اللعنة من عدمه، فهذا ما سنترك لكم الحكم عليه.
فهل تصدقون حقًا وجود لعنة توت عنخ آمون؟!"